صفات أولياء الله تعالى وأقسامهم
قال: (وقوله: ( وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه): لما ذكر أن معاداة أوليائه محاربة له ذكر بعد ذلك وصف أوليائه) وهم على طبقتين: الأولى: هم الذين يتقربون إليه بأداء ما افترض عليهم، والطبقة الثانية الذين يزيدون على ذلك بأداء النوافل.قال: (لما ذكر أن معاداة أوليائه محاربة له؛ ذكر بعد ذلك وصف أوليائه الذين تحرم معاداتهم، وتجب موالاتهم، فذكر ما يقرب إليه، وأصل الموالاة: القرب، وأصل المعاداة: البعد) فوليك هو القريب منك، فإذا قلت: فلان وليي، فهو القريب منك القريب؛ سواء كان ذلك في العقيدة، أو في الموقف، أو في الرأي، أو في أي شيء آخر. وأما المعاداة فهي من البعد والعدو؛ لذلك يقال للجري الشديد: العدو؛ لأنه ركْض وبعْد.فأولياء الله: هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، وأعداؤه: هم الذين أبعدهم بأعمالهم المقتضية لطردهم وإبعادهم منه، فكلما أوغلوا في الذنوب ازدادوا من الله تعالى بعداً والعياذ بالله، فهؤلاء يبتعدون، وهؤلاء يقتربون.قال: فقسم أولياءه المقربين قسمين، وهذا هو الشاهد الذي من أجله ذكر الشارح رحمه الله تعالى هذا الكلام، وهذا الكلام منقول عن (الفرقان) لـابن تيمية رحمه الله، فهما قسمان: أحدهما: من تقرب إليه بأداء الفرائض، ويشمل ذلك فعل الواجبات، وترك المحرمات؛ لأن ذلك كله من فرائض الله التي افترضها على عباده.والقسم الثاني: من تقرب إليه بعد الفرائض بالنوافل، فيتنفل امتثالاً، ويتنفل تركاً؛ وذلك بأن يفعل المندوبات، ويترك المكروهات.